ماهي اجندة بايدن الانتخابية؟
بعد أن حقق جو بايدن نصراً ساحقاً على منافسه دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا، بحصوله على أكثر من 270 صوتاً من المجمع الانتخابي، وكانت هذه النتيجة هي التي رجحت كفة بايدن للفوز بالانتخابات الرئاسية ويكون الرئيس ال 46 للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لايستطيع بدء تنفيذ مهامه حتى الانتهاء من فرز الأصوات وإعلانه رسمياً كرئيس للولايات في 20 يناير عام 2021.
وكان بايدن قد جهز له أجندة انتخابية سيبدأ بتنفيذها فور تعيينه بشكل رسمي، وقد جمعنا لكم قائمة الأعمال التي سينفذها بايدن في مطلع العام 2021.
رفع الحظر عن المسلمين ويقصد بذلك نظام الهجرة
اتهم الديمقراطيون إدارة ترامب بشأن قوانين الهجرة، أنها فصلت العائلات، ووضعت الأطفال في أقفاص، ومنعت الناس من القدوم إلى الولايات المتحدة على أساس عقيدتهم، وقد انتقد بايدن “حظر المسلمين” الذي فرضه ترامب، وإبعاد اللاجئين وطالبي اللجوء الفارين من العنف والاضطهاد.
كما وأصر على أن الديمقراطيين سيضعون حداً لتلك الممارسات التي لا تتناسب مع المبادئ الأمريكية، على نحو يقود إلى إنشاء نظام هجرة إنساني للقرن الحادي والعشرين.
تعليم عالمي
يرى الديمقراطيون أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، أمرٌ بالغ الأهمية في بناء أساس تعليمي للأطفال، وقال بايدن إن إدارته ستعمل مع الولايات لتقديم الحضانة لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، بالإضافة إلى أن التكلفة ستكون مدروسة بالنسبة للطبقة العاملة وتتناسب مع دخلهم.
كورونا
اتهم بايدن ترامب بالتخبط في إدارة أزمة فايروس كورونا، مما جعل المشهد يتفاقم على نحو كارثي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد شدد المرشح الديمقراطي على أنه لا مجال للخطأ فيما يتعلق بالجائحة، متهماً منافسه الجمهوري بأنه كذب على الشعب الأمريكي بشأن خطورة المرض، وهذا يجعله مسؤولاً عن وفاة عشرات الآلاف من الأمريكيين.
وعلى الرغم من موقف الديمقراطيين من أداء ترامب تجاه الوباء، إلا أن تباين شعور الناخبين تجاه تعامل الإدارة الحالية، دفع جو إلى تبني برنامجٍ علمي طموحٍ في التعامل مع الأوبئة، حال وصوله إلى البيت الأبيض.
وتعهد بايدن بالتوسع في خدمات الرعاية الصحية، والدفع في اتجاه الحصول على لقاح آمن وفعال للقضاء على الوباء الذي هدد العالم.
اقتصاد أقوى وأكثر عدلاً
وفي الوقت الذي تئن الولايات المتحدة تحت وطأة البطالة، اعترف بايدن أن قاعدة الفرص تراجعت بشدة، وأصبح الأمريكيون أقل احتمالاً لتسلق سلم الدخل من أولئك الموجودين في كندا والدنمارك والمملكة المتحدة، وأكد أنه سيصوغ عقداً اجتماعياً واقتصادياً جديداً مع الشعب الأمريكي.
وحول برنامج توافر الوظائف، أكد بايدن أنه مستعدٌ لاتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج الاقتصاد من الركود، وذلك عن طريق الاستثمار في البنية التحتية، والطاقة النظيفة والشركات الصغيرة.
وقدم الديمقراطيون تعهداً بالعمل على رفع الحد الأدنى للأجور الفيدرالية، إلى 15 دولاراً في الساعة، حتى لا يحتاج العمال إلى الاحتفاظ بوظائف متعددة لتغطية نفقاتهم، كما وأعطى الحزب الأولوية لقانون حماية حق التنظيم “PRO” لاستعادة حقوق العمال، بما في ذلك الحق في تكوين نقابات.
معادلة الرعاية الصحية
كان هذا الملف الثالث على أجندة الحزب الديموقراطي، والذي يتعلق بمعادلة الرعاية الصحية، عبر تحقيق خدمة عالمية جيدة وبأسعار معقولة.
وفي ذات السياق قال الديمقراطيون: “سنقوم أخيراً ببناء نظام الرعاية الصحية، الذي يستحقه الشعب الأمريكي دائماً”، كما وأوضح الحزب أن النظام يوفر في النهاية تغطية رعاية صحية شاملة، يقلل من أسعار العقاقير التي تستلزم وصفة طبية، وأقساط التأمين، والتكاليف التي تدفعها من الجيب.
وتابع الديمقراطيون أن هذا النظام يستهدف السيطرة على نفقات الرعاية الصحية الشاملة، ويعالج الإجحاف المتجذر في نظام الرعاية الصحية لدينا.
إصلاح العدالة الجنائية
وشغل نظام العدالة الجنائية مساحة كبيرة من البرنامج الديمقراطي، خاصة مع تصاعد وتيرة العنصرية على نحو لافت في الآونة الأخيرة، والتي ألقت بظل قاتم على النسيج المجتمعي، وعلى رأسها مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد قوات الشرطة.
وحول ملف العدالة الشائك، أشار بايدن إلى أن السجون الأمريكية، بها أكبر عدد من السجناء في العالم وراء القضبان، معتبراً أن النظام موجه نحو العقاب وليس إعادة التأهيل، كما وأردف أنه من غير المقبول أن يتحدث الآباء السود مع أطفالهم في محاولة لحمايتهم من ضباط الشرطة، الذين من المفترض أن يحملوا على عاتقهم حمايتهم وخدمتهم.
شفاء روح الولايات المتحدة
لقد ساق الديموقراطيون حزمة من التعهدات التي تتعلق بملف حماية الحقوق المدنية، وعلى رأسها تعيين قضاة المحكمة العليا الأمريكية، والقضاة الفيدراليين الذين يعكسون تركيبة الولايات المتحدة، وشدد بايدن على أن هذا الاتجاه يستهدف دعم سيادة القانون، والحقوق المدنية الفردية والحريات، وسيحترم القضاة الأحكام السابقة، مثل حق المرأة في أن تختار الإجهاض.
وتعهد الحزب الديمقراطي أن يعيد السلطة الكاملة لقانون حقوق التصويت؛ لضمان حق كل من يحق لهم التصويت، وهو ما أطلق عليه “شفاء روح الولايات المتحدة”.
أزمة المناخ والعدالة البيئية
وضع البرنامج الديمقراطي على رأس أولوياته أزمات المناخ، معتبراً أنه لا يوجد وقت نضيعه في معالجة هذا الملف،وأكد بايدن أهمية التعامل بشكل عاجل وفعَّال مع العواصف القياسية وحرائق الغابات المدمرة، والفيضانات التاريخية، مشدداً على أن ترامب تجاهل الخطر؛ ولم يهتم بالعلم الذي يثبت أن تغير المناخ حقيقي وقاتل.
ووعد المرشح الديمقراطي بإلغاء الجهود التي حرض عليها ترامب لتخفيف القوانين البيئية، التي يصفها الجمهوريون بإلغاء الضوابط بهدف استقلال الطاقة، على أن تُستبدل لحماية الأراضي العامة والممرات المائية.
استعادة الديمقراطية
وكما هو مذكور في بند حماية الحقوق المدنية للأمريكيين، تمسك الديمقراطيون بالقتال لاستعادة وحماية حق الأمريكيين الأساسي في التصويت، وأكد الحزب أن حماية الديمقراطية يمر عبر طريق التراجع بقوة ضد حكام الولايات والهيئات التشريعية، الذين حرموا الأشخاص الملونين والشباب من حقوقهم، وكذلك ذوي الدخل المنخفض وذوي الإعاقة.
يرى بايدن أن سياسة دونالد ساهمت في إضعاف التحالفات الأمريكية، وتشويه مصداقية البلاد، كما أن إدخال التعريفات الجمركية أضر كثيرًا بالعمال الأمريكيين، وكان الجمهوريون قد برروا هذه الإجراءات أن الوقت قد حان ليبدأ الحلفاء بدفع حصتهم من أجل الحماية الأمريكية، وأن الرسوم الجمركية منعت دولاً أخرى، من الاستفادة من الولايات المتحدة.
وتعهد الديمقراطيون بالعمل على تغيير هذا المسار، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء، مثل حلفاء الناتو، ويستمعون إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالشأن الروسي.
وتضمن برنامج بايدن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، وتقديم المساعدة الحاسمة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولفت إلى أن تلك الخطوة، تأتي في إطار ما يتوافق مع القانون الأمريكي، كما عارض أي تحرك لإسرائيل بشكل غير عادل، وتعهد بنزع الشرعية عنه.
و يعد بايدن بوضع الولايات المتحدة على طريق الوصول إلى نظام كهربائي خال من الكربون بحلول العام 2035، وهو ما يتطلب واحداً من أكبر التغييرات الجذرية في البنية التحتية في تاريخ البلاد، مع استثمارات في الطاقة المتجددة، لاسيما الرياح والطاقة الشمسية بنحو 2.2 تريليون دولار.
وفي قطاع النقل،
يريد بايدن سيطبيق معايير بيئية وصولاً إلى الهدف الطموح، وهو جعل 100% من مبيعات المركبات الخفيفة والمتوسطة، بصفر انبعاثات لكنه لم يحدد تاريخاً للوصول إلى هذا الهدف.
كما وتتوقع وود ماكينزي أن تؤدي المعايير البيئية التي ستفرضها إدارة بايدن إلى خفض استهلاك البنزين الأميركي بنحو اثنين في المئة، أو نحو 150 ألف برميل يومياً بحلول 2030، وتشير إلى أن استهلاك البنزين وصل إلى الذروة في 2018، وسينخفض في كل الحالات حتى ولو لم يفز بايدن، وذلك نتيجة تحسّن الكفاءة وتصاعد مبيعات السيارات الكهربائية.
وهذا يقودنا إلى النقطة الثالثة في برنامج بايدن للطاقة، وهي تعهده بإعادة الدعم الضريبي لكامل مبيعات السيارات الكهربائية، بدلاً من ربطها بحجم المبيعات، كما وضع هدفاً لإنشاء 500 ألف محطة شحن عامة للسيارات الكهربائية.
في قطاع النفط والغاز
تعهد بايدن بحظر منح التراخيص الجديدة لاستكشاف النفط والغاز في الأراضي والمياه الفيدرالية، وسيكون هذا الحظر لن يكون له تأثير كبير برياً، لأن معظم تلك الأراضي مؤجرة أصلا لشركات النفط الصخري، ولا حاجة لتأجير المزيد، ولكن تأثيره سيكون ملحوظا بحرياً، إذ تقدر وود ماكينزي أن يؤدي مثل هذا الحظر إلى انخفاض إنتاج النفط بنحو 7% أي ما يعادل 160 ألف برميل مكافئ نفطي بحلول 2030، مقارنة بالمستوى الذي سيكون عنده من دون الحظر.