لنواجه الأمر .. ليست كل الجوانب لامعة كما نريد !
كما هو الحال تقريبا في كل شيئ نعرفه .. هناك جانب أبيض وجانب أسود.
لذا سنتكلم عن جانب كندا الأسود :
بحلول عام 2017 أتمت كندا عامها ال150 .
لكن .. ليس جميع الكنديين احتفلوا به, حتى انهم يصفوه ب ( الاحتفال بأسوأ 150 سنة )
لنعرف السبب علينا العودة قليلا الى الخلف:
1/7/1867 حيث كانت المنطقة جزء من المملكة المتحدة, في هذا اليوم تم توقيع اتفاقية بين امريكا وبريطانيا ينص على جمع المقاطعات الثلاثة المحتلة ( نيو برنسويك – نيو سكوتلاند – كندا ) والتي تم تقسيمها الى اونتاريو و كوبيك في نفس اليوم.
غير هذه المقاطعات الأربعة التي تحافظ نوعا ما على استقلاليتها, يوجد سلطة بريطانية على كندا والملكة اليزابيث لا تزال تمثل رئيسة الولاية !
حيث كندا لم تحصل على استقلالها الكامل عن بريطانيا حتى العام 1882 !
وغير ذلك .. حتى عام 1982 اي تعديل دستوري في كندا يتطلب موافقة البرلمان البريطاني .
اذاً, حتى العام 1867 القانون الكندي لم يمثل دولة مستقلة تماماً.
ولكن يوجد أسباب اخرى لماذا الكنديين يكرهون هذا اليوم :
بالطبع .. عندما وصل المستعمرن لم تكن هذه الارض فارغة, 150 مليون من السكان ( هم السكان الأصليين ) ليس لديهم سبب ليحتفلوا بشهر 7 !
والسبب هو الظلم الذي تعرضوا له في تلك الفترة في المدارس الداخلية التي حاولت انتزاع جذورهم الأصلية و تغييرهم ( أو في حقيقة الأمر.. اجبارهم على التغيير ).
والقصص التي تروى الآن تدل على آثار هذا الماضي المؤلم حتى اليوم..
حتى انهم يصفوا هذا اليوم ب ( الاحتفال بأسوأ 150 سنة من حياة السكان الأصليين ..)
و محاولة دمج و توحيد هؤلاء الأشخاص لا تزال مشكلة تواجه كندا الى هذا اليوم , في الحقيقة قد جعلها ترودو رئيس الوزراء أولوية رئيسية في كندا.
“No relationship is more important to Canada than the relationship with indigenous people”
Justin Trudeau
اذاً … من هم السكان هذه المجموعة من الناس وماذا حدث خلال ال 150 سنة السابقة ؟
وفقا للدستور الكندي هناك 3 مجموعات كبيرة :
- the first nations : المواطنون الأوائل
- the Inuits : سكان القطب الشمالي
- the Metis : وهم دمج بين المجموعتين السابقتين
ولكن المشكلة أنه رغم حقيقة كون هؤلاء المجموعات هم السكان الاصليين للأرض و رغم حقيقة انهم شاركوا وساهمو وقاتلوا لصالح استقلال هذه البلاد, فقد عانو من ابداة ثقافية واضحة !
كندا مرت بحقبة زمنية تميزت باضطهاد السكان الاصليين، و اضافة الى ما سبق عانى هؤلاء الناس لسنوات من احتلال اراضيهم وتم ارسالهم للحجز حيث أحيانا لم تتوفر الشروط الاساسية التي تضمن نجاتهم,
و منعوا من ممارسة طقوسهم الثقافية والديتية أو حتى التكلم بلغتهم !
قد وصل هذا الاضطهاد الى نقطة حيث قامت السلطات بتخصيص مدارس مفلقة لأطفال السكان الأصليين و اجبارهم على الذهاب اليها, و تم وضع خطط دراسية هدفها انتزاع كل نواحي ثقافتهم و هويتهم !
عشرات الآلاف تم تعليمهم بهذه الطريقة.
استمرت هذه المدارس حتى 1970 والعواقب المترتبة يتم التعامل معها حتى الآن …
حيث يعاني السكان الأصليين من :
- معدلات فقر أكثر من المعدل الطبيعي.
- العديد من العائلات مفلسة.
- الاكتئاب
- الكحول وحالات الانتحار أعلى من المعدل الطبيعي
SOURCE : HEALTH CANADA
لذا في عام 2008 قام رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر بالاعتذار لهؤلاء السكان و بدأ بتأسيس عملية المصالحة التي لا تزال مستمرة الى الان.
و رغم أهمية هذا التاريخ و أثره في السكان الأصليين الا ان العديد من قصصهم لا تزال غير مرويّة ولم تتم مشاركتها مع المجتمع الى الآن, لذلك المصالحة تعد من أهم الخطوات نحو دمجهم بالمجتمع و تخطي هذه الفترة من تاريخ كندا .
كما أن العديد من الشباب الحالي بعمر ما بين 20 و 30 عاما قد علموا مؤخرا فقط بالقصص التي عاشها أجدادهم و الان يصبون اهتمام كبير جدا في سبيل كشف هذه القصص للمجتمع بعد أن بقيت فترة طويلة غير مرويّة.
قد يهمك أيضاً :
لماذا تريد كندا المزيد من المهاجرين ؟
صعوبات العيش في كندا
الطّريق إلى كندا: عبر برنامج Express Entry
وكي تبقوا على اطلاع بكافة الأخبار المتعلقة بكندا يمكنكم متابعتنا على :
الفيسبوك: الحياة في كندا – Life in Canada
التيليجرام : من هنا
إعداد : علا معن النبواني
تعليق واحد
تعقيبات: لماذا تريد كندا المزيد من المهاجرين ؟ – الحياة في أمريكا وكندا